تغطية وتصوير
شريف الدواخلي
الدمايطة نظموا مظاهرة حاشدة
فيما اعتبره البعض انتصاراً شبه نهائي لإرادة أهالي دمياط، خرج د. "محمد فتحي البرادعي" يوم الثلاثاء الماضي ليعلن وقف بناء مصنع "آجريوم" الكندي للسماد بالقرب من مدينة رأس البر، ونقله إلى مكان آخر بالقرب من السويس.
جاء ذلك بعد قيام أهالي دمياط بتنظيم مظاهرة حاشدة أمام مبنى المحافظة شارك فيها أكثر من 10 آلاف شخص حاملين لافتات تطالب برحيل المصنع من محافظتهم وسط مشاركة مكثفة من جماعة الإخوان المسلمين وأعضاء حركة كفاية وحزب التجمع اليساري المعارض بدمياط، كما حملوا أكفان لمحافظة دمياط ومدينة رأس البر مع حصار أمني مكثف؛ لوجود مقر الحزب الوطني الحاكم ملاصقاً لمبنى المحافظة دون أن يشتبك الأمن مع الأهالي مطلقاً.
وأمام مبنى المحافظة
ووعد المحافظ بأن أهالي دمياط لن يدفعوا تعويضات بل سيحصلون على تعويضات (لم يحددها) وأعلن أن موعد إعلان القرار بنقل المصنع رسميا إلى العين السخنة بمحافظة السويس أول مايو القادم أثناء الاحتفال بعيد العمال بحسب تعبيره الذي نقله عن مكالمة الرئيس الهاتفية له صباح أمس.
هذا ويهدد الأهالي بتصعيد أكثر حال عدم نقل المنصع من مكانه قد يصل لذهاب الأهالي بأنفسهم للمصنع لتدميره بأيديهم -بحسب تأكيداتهم؛ خصوصاً مع تأجيل زيارة لجنة الصحة بمجلس الشعب للمصنع والتي أثارت حنق الأهالي في دمياط بشكل كبير..
يأتي ذلك في الوقت الذي ما زالت الحكومة تتمسك بعقدها رسمياً مع الطرف الكندي، مشيرة إلى أن الدراسات التي أجريت تؤكد مطابقة المصنع للمواصفات الفنية المعمول بها دوليا في الحفاظ على البيئة والصحة العامة، في الوقت الذي قد تدفع فيه تعويضات تصل لـ 400 مليون دولار للجانب الكندي في حال فسخها لعقدها.
من جهة أخرى يشهد موقع الفيس بوك حاليا مؤازرة كبيرة لأهالي دمياط حيث تشكلت عشرات المجموعات التي تشيد بتحرك أهل دمياط لوقف المصنع وتدعو الجميع للتكاتف معه مثل (A7san nas (Domiatte)، مليون لا لمصنع الموت في رأس البر ) ( Damietta Dream، Ras elBar )
"
رفعوا الرايات السوداء
وتصل استثمارات المشروع الكندي إلي 1,4 مليار دولار يضم خطين أحدهما لإنتاج اليوريا بطاقة إجمالية 3800 طن في اليوم، والثاني لإنتاج الأمونيا بطاقة 2300 طن في اليوم، وبقدرة تخزينية 140000 طن يوريا، 40000 طن أمونيا، وهي طاقة إنتاجية تساهم بشكل مؤثر في تنمية الأراضي الزراعية حول العالم، إلا أن أضراره البيئية ستمتد إلى مدينة دمياط ومصيف رأس البر وهي أضرار بالغة برأي الخبراء، وقياساً على المصانع المقامة الآن في مصر والعالم.
كما أن تصدير الأمونيا سائلة يمثل خطورة شديدة على قرنية العين وعلى الصدر والرئتين والحنجرة، ويتسبب في ضعف التنفس وإضعاف قرنية العين، وعملية التبريد للمصنع سوف تتم عبر خط مواسير ذات قطر كبير جدّاً وطوله 17 كيلو، وتأخذ كمية كبيرة من المياه من خلف سد دمياط لتبريد الغلايات، وتصرف تلك النواتج من المياه الملوثة في البحر الأبيض المتوسط على بعد 500 متر من الشاطئ.
أما الدكتورة "سهير عودة" الأستاذ بكلية العلوم جامعة المنصورة فأكدت أنه من المعروف أن صناعة البتروكيماويات تعد من القائمة السوداء للصناعات في العالم التي تؤثر سلبياً على صحة المواطنين وتلوث البيئة، ولها أشكال عديدة مثل الانبعاثات الغازية من أكاسيد النيتروجين والأمونيا وأكاسيد الكبريت وأول وثاني أكسيد الكربون، وكلها مواد سامة تؤدي لسرطان الرئة على أقل تقدير، وأخطر ما فيها أكاسيد الكربون والكبريت التي تذوب في الماء وتختلط بمياه الأمطار لتحولها لمياه "حمضية" بما يشكل حكم بالإعدام على الزراعة في دمياط.
حتى خرج المحافظ ليعلن نقل المصنع إلى السويس
يأتي هذا في الوقت الذي سيبدأ فيه مصنع "موبكو" -وهو مصنع آخر لإنتاج الأسمدة ومملوك لهيئة البترول المصرية- في الإنتاج في شهر يوليو القادم، من موقعه بالقرب من مدينة رأس البر أيضاً، وبقوة إنتاج أقل قليلاً من قوة إنتاج مصنع أجريوم، ولم يعرف بعد ما إذا كان مواطنو دمياط سيلجئون للطريقة نفسها التي استخدموها لمنع بناء مصنع "آجريوم" من أجل وقف مصنع "موبكو" عن إنتاج السماد أم أن الأمر سيختلف.
شريف الدواخلي
الدمايطة نظموا مظاهرة حاشدة
فيما اعتبره البعض انتصاراً شبه نهائي لإرادة أهالي دمياط، خرج د. "محمد فتحي البرادعي" يوم الثلاثاء الماضي ليعلن وقف بناء مصنع "آجريوم" الكندي للسماد بالقرب من مدينة رأس البر، ونقله إلى مكان آخر بالقرب من السويس.
جاء ذلك بعد قيام أهالي دمياط بتنظيم مظاهرة حاشدة أمام مبنى المحافظة شارك فيها أكثر من 10 آلاف شخص حاملين لافتات تطالب برحيل المصنع من محافظتهم وسط مشاركة مكثفة من جماعة الإخوان المسلمين وأعضاء حركة كفاية وحزب التجمع اليساري المعارض بدمياط، كما حملوا أكفان لمحافظة دمياط ومدينة رأس البر مع حصار أمني مكثف؛ لوجود مقر الحزب الوطني الحاكم ملاصقاً لمبنى المحافظة دون أن يشتبك الأمن مع الأهالي مطلقاً.
وأمام مبنى المحافظة
ووعد المحافظ بأن أهالي دمياط لن يدفعوا تعويضات بل سيحصلون على تعويضات (لم يحددها) وأعلن أن موعد إعلان القرار بنقل المصنع رسميا إلى العين السخنة بمحافظة السويس أول مايو القادم أثناء الاحتفال بعيد العمال بحسب تعبيره الذي نقله عن مكالمة الرئيس الهاتفية له صباح أمس.
هذا ويهدد الأهالي بتصعيد أكثر حال عدم نقل المنصع من مكانه قد يصل لذهاب الأهالي بأنفسهم للمصنع لتدميره بأيديهم -بحسب تأكيداتهم؛ خصوصاً مع تأجيل زيارة لجنة الصحة بمجلس الشعب للمصنع والتي أثارت حنق الأهالي في دمياط بشكل كبير..
يأتي ذلك في الوقت الذي ما زالت الحكومة تتمسك بعقدها رسمياً مع الطرف الكندي، مشيرة إلى أن الدراسات التي أجريت تؤكد مطابقة المصنع للمواصفات الفنية المعمول بها دوليا في الحفاظ على البيئة والصحة العامة، في الوقت الذي قد تدفع فيه تعويضات تصل لـ 400 مليون دولار للجانب الكندي في حال فسخها لعقدها.
من جهة أخرى يشهد موقع الفيس بوك حاليا مؤازرة كبيرة لأهالي دمياط حيث تشكلت عشرات المجموعات التي تشيد بتحرك أهل دمياط لوقف المصنع وتدعو الجميع للتكاتف معه مثل (A7san nas (Domiatte)، مليون لا لمصنع الموت في رأس البر ) ( Damietta Dream، Ras elBar )
"
رفعوا الرايات السوداء
وتصل استثمارات المشروع الكندي إلي 1,4 مليار دولار يضم خطين أحدهما لإنتاج اليوريا بطاقة إجمالية 3800 طن في اليوم، والثاني لإنتاج الأمونيا بطاقة 2300 طن في اليوم، وبقدرة تخزينية 140000 طن يوريا، 40000 طن أمونيا، وهي طاقة إنتاجية تساهم بشكل مؤثر في تنمية الأراضي الزراعية حول العالم، إلا أن أضراره البيئية ستمتد إلى مدينة دمياط ومصيف رأس البر وهي أضرار بالغة برأي الخبراء، وقياساً على المصانع المقامة الآن في مصر والعالم.
كما أن تصدير الأمونيا سائلة يمثل خطورة شديدة على قرنية العين وعلى الصدر والرئتين والحنجرة، ويتسبب في ضعف التنفس وإضعاف قرنية العين، وعملية التبريد للمصنع سوف تتم عبر خط مواسير ذات قطر كبير جدّاً وطوله 17 كيلو، وتأخذ كمية كبيرة من المياه من خلف سد دمياط لتبريد الغلايات، وتصرف تلك النواتج من المياه الملوثة في البحر الأبيض المتوسط على بعد 500 متر من الشاطئ.
أما الدكتورة "سهير عودة" الأستاذ بكلية العلوم جامعة المنصورة فأكدت أنه من المعروف أن صناعة البتروكيماويات تعد من القائمة السوداء للصناعات في العالم التي تؤثر سلبياً على صحة المواطنين وتلوث البيئة، ولها أشكال عديدة مثل الانبعاثات الغازية من أكاسيد النيتروجين والأمونيا وأكاسيد الكبريت وأول وثاني أكسيد الكربون، وكلها مواد سامة تؤدي لسرطان الرئة على أقل تقدير، وأخطر ما فيها أكاسيد الكربون والكبريت التي تذوب في الماء وتختلط بمياه الأمطار لتحولها لمياه "حمضية" بما يشكل حكم بالإعدام على الزراعة في دمياط.
حتى خرج المحافظ ليعلن نقل المصنع إلى السويس
يأتي هذا في الوقت الذي سيبدأ فيه مصنع "موبكو" -وهو مصنع آخر لإنتاج الأسمدة ومملوك لهيئة البترول المصرية- في الإنتاج في شهر يوليو القادم، من موقعه بالقرب من مدينة رأس البر أيضاً، وبقوة إنتاج أقل قليلاً من قوة إنتاج مصنع أجريوم، ولم يعرف بعد ما إذا كان مواطنو دمياط سيلجئون للطريقة نفسها التي استخدموها لمنع بناء مصنع "آجريوم" من أجل وقف مصنع "موبكو" عن إنتاج السماد أم أن الأمر سيختلف.
